عرض مشاركة واحدة
قديم 05-02-08, 09:58 AM   #1
وحيد المشاعر

( متسوق رسمي )

 

محمود سامي البارودي: (1838 – 1904)

ولد بحي باب الخلق بالقاهرة لأبوين شركسيين, وكان أبوه حسن حسني البارودي مدير دنقلة وبربر في عهد محمد علي, مات وابنه محمود في السابعة من عمره فكفله أحد أقاربه. فلما حصل على الشهادة الابتدائية وعمره اثنتا عشرة سنة لحق بالمدرسة الحربية المفروزة وتخرج فيها ضابطاُ سنة 1854 وعمره ست عشرة سنة, فلحق بالجيش المصري في عهد محمد علي وترقى في مناصبه واشترك ف حرب الروس وفي ثورة أقرطيش. وشارك في قيادة الجيش المصري في زحفه نحو القسطنطينية ليفتحها, ولكن أوربا اتحدت مع السلطان ووقفت في وجهه ورته.
وأغرم البارودي منذ حداته بقراءة كتب الأقدمين شعرها ونثرها بنهم شديد, وظهرت موهبته الشعرية في سن مبكرة فنظم الشعر وهو دون العشرين, وامتاز شعره بجزالة الأسلوب ورصانة المعاني حتى قيل إنه لم يظهر في عصره من يفوقه أو يدانيه.
وأغرم البارودي منذ حداثته بقراءة كتب الأقدمين شعرها ونثرها بنهم شديد, وظهرت موهبته الشعرية في سن مبكرة فنظم الشعر وهو دون العشرين, وامتاز شعره بجزالة الأسلوب ورصانة المعاني حتى قيل إنه لم يظهر في عصره من يفوقه أو يدانيه.
وفي سنة 1857 ذهب إلى الآستانة وهو في السابعة عشرة, وعمل بنظارة الخارجية التركية سبع سنوات أتقن خلالها اللغتين التركية والفارسية. وعاد بعدها إلى مصر فعينه الخديو إسماعيل في إدارة المكاتبات بين مصر والآستانة, ولكنه ضاق بالروتين فعاد ثانية إلى الجيش وعين قائداً لكتيبتين من الفرسان فأثبت كفاءة في عمله. وفي سنة 1865 شارك في إخماد ثورة جزيرة كريت, وبعد عودته من الحرب عين مديراُ للشرقية ثم محافظاُ للقاهرة بعد سنة 1880.
وتولى الخديو سعيد حكم مصر فمنح صديقه فرديناند دي ليسبس عقد امتياز حفر قناة السويس, وأسرف في منحه الحقوق حتى أغرق مصر في الديون.
ولما قامت الثورة العرابية ضد الخديو توفيق سنة 1881 شارك فيها, وفي سنة 1882 أسندت إليه رياسة الوزارة الوطنية, ولكنه ثار ضد فساد الحكم في مصر ووقف ضد الأحتلال الإنجليزي وقام بدور بارز في ثورة الزعيم أحمد عرابي. فلما أخفقت الثورة بفعل الخيانة نفى مع زعمائها إلى جزيرة سرنديب فقضى فيها سبع عشرة سنة يعاني من الوحدة والمرض والحنين إلى الوطن, وقد سجل ذلك في أشعاره.
وقال في المنفى قصائده العصماء الخالدة, قالها في بث الشكوى, وفي الحنين إلى الوطن, وفي وصف طبيعة جزيرة سرنديب ومناظرها. وكان يراسل الإدارة في مصر ويتتبع أخبار بلاده, وكان يرثي من مات من أهله وأحبابه ويتذكر أيام شبابه وأوقات أنسه وما آلت إليه حاله, ومن شعره الحنين لمصر قوله ك
يا رب قد طال بي شوقي إلى وطني فاحلل وثاقي وألحقني بأشباهي
وامنن علــي بفضــل منك يعصمني مــن كل سوء فإني عاجز واهي
وفي سنة 1900 عاد إلى مصر ففرح بعودته وأنشد:
أبابل رأى العيـن أم هــذه مصــر فإنـي أرى فيها عيوناُ السحر
وبعد سنوات من الكفاح من أجل استقلال مصر فقد بصره من كثرة البكاء على نفيه من وطنه, ومات في 12 ديسمبر سنة 1904 ودفن بالقاهرة.
وبعتبر محمود سامي البارودي رائداٌ للشعر العربي الحديث, جدد في القصيدة العربية شكلاُ ومضموناٌ ولقب بجدارة فارس السيف والقلم. وله ديوان مطبوع- ومختارات من أشعار فطاحل الشعراء القدامى في أربعة أجزاء- وله كتاب نثري عنوانه "قيد الأوابد" لم ينشر حتى الآن.





  رد مع اقتباس