17-04-09, 03:24 PM
|
#1
|
مراقب منتديات في آي بي العامة
|
أطلِـق يـداً وادَّخِـر للعاديـاتِ يـدا-وصارِع اليوم واحسِب لو صُرِعتَ غدا
وانهض على قـدمٍ واركُـن لمعتـدِلٍ-واضرِب على مقتلٍ وابدأ بمـن وردا
لايستثيـرُكَ فيهـا مـا تلـوحُ بــهِ-ولايغّـرَك منـهـا قـاعِـدٌ قـعَـدا
واشدُد حبائِلهـا مـا كُنـتَ مُقتـدِراً- فرُبمـا كـان مـا أرخيـتَ مُنعقِـدا
الحرب ... لا تسترِح منهـا لساكِنـةٍ- حيناً من الدهرِ أو تأمـن بهـا أحـدا
سِرنا لهـا حطبـاً حتـى إذا بـرُدت-عُدنا وقـد نازَعتنـا المـالَ والوَلَـدا
وقـد خَبِرنـا لظاهـا وهـيَ ساخِنـةٌ-وقـد بلغنـا مداهـا حيثُمـا بَـعُـدا
وبيـنَ تلـكَ وهـذي رايـةٌ خفَقـت- وبيـن ذاكَ وهـذا شاهِـدٌ شـهِـدا
فاقحِم اذا أقحَمَت وانظُـر اذا نَظَـرَت- واقبِل اذا أقبَلَت واجعَـل يـداكَ يـدا
فالنارُ فيها بغيـرِ النـار مـا خمـدَت - والنصرُ فيها لغيرِ الموت مـا عُقِـدا
من سـارَ أدرَكهـا نصـراً ومفَخَـرةً- تُرجى ومن جدَ في ساحاتِهـا وجـدا
ومن تقَمّصهـا فـي السلـمِ مُدَّرِعـاً- كانـت لـهُ يومهـا رأيـاً ومُعتَقـدا
فادفَع لهـا مايُلاقـي صدرَهـا سِعـةً- واختَر لها ما يُضاهي وِردَهـا مَـددا
واعصِف فما عَصَفَت أهوالُهـا عَبَثـاً- واحمِل فما حَمَلت فـي سيلِهـا زَبَـدا
ولا تُبـارِح مكانـاً قـد نَزَفـتَ بـهِ- إلا لتضـرِبَ منهـا القلـبَ والكبِـد
واثبُت فقد شـاءتِ الأقـدارُ أن لنـا- فـي سوحِهـا قامـةً لاتنحنـي أبـدا
جيـلاً فجيـلاً نُباريـهـا بأضلُعِـنـا- وواحِـداً واحِـداً نـزدادُهـا عــددا
ونسـألُ الله أن أنـزِل بهـا غضبـاً- مِنّا وهيء لنـا مـن هولِهـا رَشَـدّا
فمنذُ أن أشرقَ التاريـخ فـي وطنـي- وكلُ طفلٍ بهـذي الأرض قـد وُلِـدا
موعـودةٌ نفسُـهُ بالحـرب مابلَغَـت- بـهِ الحيـاةُ سيوفـى بالـذي وُعِـدا
على حِـراب المنايـا نرتقـي سُبُـلاً - ومن دمـاء الضحايـا نستمِـدُ غـدا
ونطلُبُ المجد مابيـنَ اللظـى حِممـاً - ونرتضي عصفَ كُلِ الراجماتِ مـدى
فمـن يُريـدُ ثراهـا والدمـاءُ بــهِ- سِفـرٌ وموقِدُهـا مُستـوقَـدٌ أبــدا
ومن يكونُ لهـا فـي ساحـةٍ كفّـواً- كلا وحـقِ الـذي مـا كُفـؤهُ أحـدا
لن يرجَعَ الموتُ مِنّـا وهـي طالِبـةٌ- إلا تَنَفّـس مـن أرواحِنـا الصُـعَـدا
وللجِراحـاتِ ثـأرٌ سـوفَ تُـدرِكـهُ- وللطفولةِ حـقٌّ لـن يضيـعَ سُـدى
وللمقـاديـرِ أنـبــاءٌ ستُبلِـغُـهـا - وإن أطالَـت علـى إبلاغِهـا الاَمَـدا
لن تنطفي نارُهـم فينـا وإن خَمُـدَت- أو ينثَني عَزمُنـا شوطـاً وإن بَعُـدا
لم تنتهي إنمـا الأيـام قـد قَصُـرَت- عنها وكم قَصَّرَت عـن مـارِدٍ مَـرِدا
كأنمـا ضاقـتِ الدُنيـا بمـا رَحُبَـت - منها فما وَجدَت فـي الأرضِ مُلتحَـدا
|
|
|