عرض مشاركة واحدة
قديم 26-06-09, 09:31 PM   #1
في آي بي

( متسوق نشيط )

 

{خـسـارته المالية الكبيرة نقـلـته إلى اليأس ...
وجاءت ردة الفعل غـير المتوازن حين اخـتار تخليص ( عبلة ) زوجته وأبناءه من الفـقـر
إنقاذا لهم من مصير مجهول ...
لم يجد حلا في تلك اللـيـلـة غير القـيام بتنفـيذ ما يراه حين سارع إلى تهشيم رؤوس عائلته
بآلة حادة بدئا بالزوجة والابنة داليا ...
ثم يوقظ الابن وسام بساطور الموت ...
ومحاولا بعدها الانتحار ليكتب الفصل الأخير للرواية التي حاكها في لحظات من الجـنـون
!!!


المذبحة الأسرية المروعة هزت المجتمع المصري حين وقوعها ...
خصوصا أنها كشفت عن عورات ثقافية واجتماعية أفرزتها العولمة الاقتصادية الطاحنة
ومنافسات السوق في غياب الوازع الديني ...
فلم يجد المهندس شريف بدا من الاعتراف بجريمته كاملة وطالب بإعدامه في جلسة المحاكمة التي سبقت النطق بالحكم ... وظل المهندس شريف أو «قاتل النزهة» وفقا للقب الذي اشتهر به منذ ارتكابه للجريمة :
يعيش تأنيب الضمير ومقتولا ألف مرة قبل أن يلقي حتفه في زنزانة السجن بعد أيام على قرار المفتي بإعدامه بإصابته بهبوط حاد في الدورة الدموية نتج عنه توقف في عضلة القلب وفقدان للوعي من آن لآخر ... وجاء حكم الله فيه وقدره أسبق من تنفيذ حكم المحكمة بالقتل شنقا !!!


هذه النهاية المأسوية وفقا لما قالت الصحفية " هناء الـبنهاوي" ... لرجل ينتمي لأسرة مصرية ميسورة ... لم يكن يوما مجرما ... ولم يتخيل أن يصبح نجما في صفحات الحوادث ... لكنه كان زوجا حنونا وأبا معطاء مخلصا، لكنه في المقابل لم يتوقع غدر الأيام وكبواتها المفاجئة ... ومن شدة حبه لأسرته وخوفه عليهم ( وهو بالضرورة حب وخوف مرضيين ) خشي عليهم من الفاقة بعد خسارته ما يقرب من 4 ملايين جنيه جمعها من أصدقائه وأسرته لاستثمارها في البورصة
لم يتمكن من التوقف عن جريمته حتى لا يعيش الأبناء في مأساة ... فتوجه لابنته وقتلها هي الأخرى ... ليأتي الدور على الابن الذي لم يقاومه ... لكن الابن استيقظ من النوم مفزوعا فقتله دون مقاومة. ..
الجريمة فتحت باب الجدل الاجتماعي والنفسي لدى الخبراء والمتخصصين في هذا المجال ومنهم الدكتورة عزة كريم أستاذة علم الاجتماع ... التي اعتبرتها مؤشرا على الانهيار الكامل في أقوى وأهم العلاقات الإنسانية الطبيعية والغريزية‏ ... ودليلا واضحا على انهيار المجتمع ... مشيرة إلى أن الأب الذي مثل هذه الجرائم ليس مجرما في الأصل ... لكنه شخص مدمر وصلت درجة انهياره إلى أن يضحي بأقرب الناس إليه خوفا عليهم وليس انتقاما منهم‏ !!!
فهو يخشى عليهم من الفقر ــ برأيها ــ وعدم قدرة المجتمع على حمايتهم ... فالموت هنا يمثل الحماية لأولاده أكثر من بقائهم على قيد الحياة داخل هذا المجتمع ...



وقـفـة :

يروى من حـياة هـذه الأسـرة اسـتهتار بالقـيم الديـنية ــ والله أعـلم ــ حياتهم كانت محمومة بالـسقـوط في حبائل
الـشـيـطان من حفلات مظاهـريه بما فـيها من مجون ... وميول للمعازف وهـوايات تخصصية في رقـص البالـيه
لا يجب أن نخوض في الماض للخروج من الغـيبة والنميمة إلا من زاوية أن الـشــيطان اسـتحوذ عليهم بالغـواية
الـمـقـارنـة جـديرة بهـذه الوقـفـة ... لان حـياة مـترفـة وفـق معـيار مادي منـفــلـت لا يـبارك الله فـيها وان طالت
فـماذا إن أخـذنا بالأصول في قـواعـد الحلال والحرام والـنـتائـج الحـتـمـيـة بمحـق الـربا ... الـذي شـاع وانـتـشر
وهـؤلاء الـغافـلـين ... لاهـثون بحرص على جمع المال بكل الطرق والوسائل وتغـيب عـنهـم توقعات النقـمة !!!


الخلاصة :
جـريمة ليست الأولى ولن تكون الأخـيرة ... هي أزلية الصراع بين الخـير والـشر والمحور إنسان بكل الأحوال
لماذا لا نتساءل عن الدوافع وبكل تفاصيلها بعـد أن تابعنا القـصة بازدراء وشعور بالاستنكار ظاهرا وخفـيا ؟؟؟
هل يكفي أن نعرف ونرفض ونشجب ... دون اخذ العـبرة ... وكثيرا ما تلفـتـنا الحوادث وتسـتأثر بمتابعاتنا ؟؟؟
استوقفت البعض استنتاجات لم ترد في الخبر ... ولا في التحـقـيق وملابسات القـضية وهي بعيـدة عن الماديات
قـيـل ان الجاني مـصاب بـمرض نـفـسي مزمـن ... ووقـوعـه في تأثـير سـحـر الـزوجة التي حاولـت الإبقاء عليه
ويؤخذ ذلك باعتبار كبرها في السن ووجود نوازع رفض بأعماقه وضاق بها حتى أحبط وتفاقمت أزمته النـفـسية
مؤيدون لهذه الوجهة يستشهدون بالارتباط بالكبيرات وما يشوبها من سرعة الخلافات عندما يكون الزوج اصغـر

ولان الظاهر هو الأزمة المالية المنتهية بموت العائلة قاتلا ومنتحرا يتضح مفعول الطمع أقـرب ما يكون للحقـيقة
تلك البداية بالمخاطرة في البورصة والصفـقات الواهمة التي يجري فـيها الكثيرون إلى سراب يزيدهم عـطشا !!!
من هنا أيضا تتكشف علاقـتنا باللهفـة على المال وحب جمعه والاستزادة منه ... وتـتفاوت الظروف بطبيعة الحال
ولكـنها تجـتمع عـنـد ما جاء في القـران بحـب الإنـسان للمادة " وتحـبون المال حبا جـما " والآيات كثيرة في ذلك
وجـبل الإنسان على الطمع إلا من رحم ... فالقناعة كنز لا يفـنى ... ولكن هل نتذكر بأنه ليس للانسن إلا ما سعى
يعجبني المثل المصري الشهير ( اجري يا ابن ادم جر الوحوش غير رزقك ما تحوش ) وهـنا حدوث النسيان !!!


قال تعالى :
" ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفـسكم إلا في كتاب من قبل أن نبراها إنّ ذلك على الله يسير *
لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور "
(22 ــ 23 الحديد )

وقوله سبحانه :
" يا أيها الناس قـد جاءتكم موعـظة من ربكم وشـفاء لما في الصدور وهـدى ورحمة للمؤمنين *
قـل بفـضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون "
(57 ــ 58 يونس )





  رد مع اقتباس