هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل في في آي بي للبيع والشراء : بيع , شراء , سيارات , ارقام مميزه , لوحات مميزه , رقم مميز , جوال . للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

قديم 02-06-09, 05:25 PM   #1
الزعيم سام6

مراقب منتديات في آي بي العامة

 

هناك آداب يجدر بنا سلوكها مع الأقارب ، وهناك أمور تعين على صلة الرحم ؛ فمن ذلك ما يلي :

1- التفكر في الآثار المترتبة على الصلة : فإن معرفة ثمرات الأشياء ، واستحضار حسن عواقبها- من أكبر الدواعي إلى فعلها ، وتمثلها ، والسعي إليها .

2- النظر في عواقب القطيعة : وذلك بتأمل ما تجلبه القطيعة من هم ، وغم ، وحسرة ، وندامة ، ونحو ذلك ، فهذا مما يعين على اجتنابها والبعد عنها .

3- الاستعانة بالله : وذلك بسؤال التوفيق ، والإعانة على صلة الأقارب .

4- مقابلة إساءة الأقارب بالإحسان : فهذا مما يبقي على الود ويحفظ ما بين الأقارب من العهد ، ويهون على الإنسان ما يلقاه من شراسة أقاربه وإساءتهم .

ولهذا أتى رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله ، إني لي قرابة أصلهم ويقطعونني ، وأحسن إليهم ويسيؤون إلي ، وأحلم عنهم ويجهلون علي .

قال : لئن كنت كما قلت ، فكأنما تسفهم الملل ، ولا يزال معك من الله ظهير ما دمت على ذلك قال الإمام النووي- رحمه الله تعالى- في شرح هذا الحديث : " وهو تشبيه لما يلحقهم من الألم ، بما يلحق آكل الرماد الحار من الألم ، ولا شيء على هذا المحسن ، بل ينالهم الإثم العظيم في قطيعته ، وإدخالهم الأذى عليه . وقيل : معناه أنك بالإحسان إليهم تخزيهم ، وتحقرهم في أنفسهم ؛ لكثرة إحسانك ، وقبيح فعلهم من الخزي والحقارة عند أنفسهم ، كمن يسف الملل .

وقيل : ذلك الذي يأكلونه من إحسانك ، كالملل يحرق أحشاءهم ، والله أعلم " .

فهذا الحديث عزاء لكثير من الناس ممن ابتلوا بأقارب شرسين ، يقابلون الإحسان بالإساءة ، وفيه تشجيع للمحسنين على أن يستمروا على طريقتهم المثلى ؛ فإن الله معهم ، وهو مؤيدهم ، وناصرهم ، ومثيبهم .

ومن أجمل ما قيل في ذلك ، قول المقنع الكندي :

وإن الذي بيني وبين بني أبي




وبين بني عمي لمختلف جدا

إذا قدحوا لي نار حرب بزندهم




قدحت لهم في كل مكرمة زندا

وإن كلوا لحمي وفرت لحومهم




وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجدا

ولا أخمل الحقد القديم عليهم




وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا

وأعطيهم مالي إذا كنت واجدا




وإن قل مالي كل أكلفهم رفدا
5- قبول أعذارهم إذا أخطأوا ، واعتذروا : ومن جميل ما يذكر في ذلك ما جرى بين يوسف- عليه السلام- وإخوته ، فلقد فعلوا به ما فعلوا ، وعندما اعتذروا- قبل عذرهم ، وصفح عنهم الصفح الجميل ؛ فلم يقرعهم ، ولم يوبخهم ، بل دعا لهم ، وسأل الله لهم المغفرة لهم .

6- الصفح عنهم ونسيان معايبهم ، حتى ولو لم يعتذروا : فهذا مما يدل على كرم النفس ، وعلو الهمة ؛ فالعاقل اللبيب ، يعفو عن أقاربه وينسى عيوبهم ، ولا يذكرهم بها ، ومن جميل ما يذكر في ذلك قول القائل :

وحسبك من ذل وسوء صنيعة




مناواة ذي القربى وإن كان قاطع

ولكن أواسيه وأنسى عيوبه




لترجعه يوما إلي الرواجع

ولا يستوي في الحكم عبدان : واصل




وعبد لأرحام القرابة قاطع
7- التواضع ولين الجانب : فهذا مما يحبب القرابة بالشخص ، ويدنيهم منه ، وصدق من قال :

من كان يحلم أن يسود عشيرة




فعليه بالتقوى ولين الجانب

ويغض طرفا عن مساوي من أسا




منهم ويحلم عند جهل الصاحب
8 - التغاضي والتغافل : فالتغاضي والتغافل من أخلاق الأكابر والعظماء ، وهو مما يعين على استبقاء المودة ، واستجلابها ، وعلى وأد العداوة وإخلاد المباغضة .

ثم إنه دليل على سمو النفس ، وشفافيتها ، وهو مما يرفع المنزلة ، ويعلي المكانة . والتغاضي والتغافل حسن مع جميع الناس ، وهو مع الأقارب أولى ، وأحرى وأجمل .

قال ابن حبان- رحمه الله- : " من لم يعاشر الناس على لزوم الإغضاء عما يأتون من المكروه ، وترك التوقع لما يأتون من المحبوب- كان إلى تكدير عيشه أقرب منه إلى صفائه ، وإلى أن يدفعه الوقت إلى العداوة والبغضاء أقرب منه أن ينال منهم الوداد وترك الشحناء " قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- :

أغمض عيني عن أمور كثيرة




وإني على ترك الغموض قدير

وما من عمى أغضي ولكن لربما




تعامى وأغضى المرء وهو بصير

وأسكت عن أشياء لو شئت قلتها




وليس علينا في المقال أمير

أصبر نفسي باجتهادي وطاقتي




وإني بأخلاق الجميع خبير
9- بذل المستطاع لهم : من الخدمة بالنفس ، أو الجاه ، أو المال .

10 - ترك المنة عليهم ، والبعد عن مطالبتهم بالمثل : وقد مر بنا أن الواصل ليس بالمكافئ ، فمما يعين على بقاء المودة أن يحرص الإنسان على أن يعطي أقاربه ولا يطالبهم بالمثل ، وألا يمن عليهم بعطائه ، أو زياراته ، أو غير ذلك .

11- توطين النفس على الرضا بالقليل من الأقارب : فالعاقل الكريم لا يستوفي حقه كاملا ، بل يرضى بالقليل وبالعفو الذي يأتي من أقاربه ، حتى يستميل بذلك قلوبهم ، ويبقي على مودته لهم كما قيل :

إذا أنت لم تستبق ود صحابة




على دخن أكثرت بث المعايب
12- مراعاة أحوالهم ، وفهم نفسايتهم ، وإنزالهم منازلهم : فمن الأقارب من يرضى بالقليل ، فتكفيه الزيارة السنوية ، وتكفيه المكالمة الهاتفية ، ومنهم من يرضى بطلاقة الوجه والصلة بالقول فحسب ، ومنهم من يعفو عن حقه كاملا ، ومنهم من لا يرضى إلا بالزيارة المستمرة ، وبالملاحظة الدائمة ؛ فمعاملتهم بمقتضى أحوالهم يعين على الصلة ، واستبقاء المودة .

13- ترك التكلف مع الأقارب ورفع الحرج عنهم : وهذا مما يغري بالصلة ؛ فإذا علم الأقارب عن ذلك الشخص أنه قليل التكلف ، وأنه يتسم بالسماحة- حرصوا على زيارته وصلته .

14- تجنب الشدة في العتاب : حتى يألف الأقارب المجيء ، ويفرحوا به ؛ فالكريم هو الذي يعطي الناس حقوقهم ، ويتغاضى عن حقه إذا قصر فيه أحد . ثم إن كان هناك من خطأ يستوجب العتاب فليكن عتابا لطيفا رقيقا .

15- تحمل عتاب الأقارب وحمله على أحسن المحامل : وهذا أدب الفضلاء ، ودأب النبلاء ؛ ممن تمت مروءتهم ، وكملت أخلاقهم ، وتناهى سؤددهم ، ممن وسعوا الناس بحلمهم ، وحسن تربيتهم ، وسعة أفقهم .

فإذا ما عاتبهم أحد من الأقارب ، وأغلظ عليهم لتقصيرهم في حقه- حملوا ذلك على أحسن المحامل ؛ فيرون أن هذا المعاتب محب لهم ، مشفق عليهم ، حريص على مجيئهم ، ويشعرونه بذلك ، بل يعتذرون له من تقصيرهم ؛ حتى تخف حدته وتهدأ ثورته فبعض الناس يقدر ويحب ويشفق ، ولكنه لا يستطيع التعبير عن ذلك إلا بكثرة اللوم والعتاب .

والكرام يحسنون التعامل مع هؤلاء ، ويحملون كلامهم على أحسن المحامل ، ولسان حالهم يقول : لو أخطأت في حسن أسلوبك لما أخطأت في حسن نيتك .

16- الاعتدال في المزاح مع الأقارب : مع مراعاة أحوالهم ، وتجنب المزاح مع من لا يتحمله .

17 . تجنب الخصام وكثرة الملاحاة والجدال العقيم مع الأقارب : فإن كثرة الخصام والملاحاة والجدال تورث البغضاء ، والانتصار للنفس ، والتشفي من الطرف الآخر ، بل يحسن بالمرء مداراة أقاربه ، والبعد عن كل ما من شأنه أن يكدر صفو الوداد معهم .

18- المبادرة بالهدية إن حصل خلاف مع الأقارب : فالهدية تجلب المودة ، وتكذب سوء الظن ، وتستل سخائم القلوب ، كما قيل :

إن الهدية حلوة




كالسحر تجتذب القلوبا

تدني البعيد من الهوى




حتى تصيره قريبا

وتعيد مضطغن العداوة




بعد بغضته حبيبا

تنفي السخيمة عن ذوي




الشحنا وتمتحق الذنوبا
19- أن يستحضر الإنسان أن أقاربه لحمة منه : فلا بد له منهم ، ولا فكاك له عنهم ، فعزهم عز له ، وذلهم ذل له ، والعرب تقول : " أنفك منك وإن ذن وعيصك منك لان كان أشبا 20- أن يعلم أن معاداة الأقارب شر وبلاء : فالرابح فيها خاسر ، والمنتصر مهزوم ، كما قال البحتري في صلح بني تغلب :

وفرسان هيجاء تجيش صدورها




بأحقادها حتى تضيق دروعها

تقتل من وتر أعز نفوسها




عليها بأيد ما تكاد تطبعها

إذا احتربت يوما ففاضت دماؤها




تذكرت القربى ففاضت دموعها

شواجر أرماح تقطع بينهم




شواجر أرحام ملوم قطوعها
وكما قال الآخر :

قومي هم قتلوا أميم أخي




فإذا رميت يصيبني سهمي

فلئن عفوت لأعفون جللا




ولئن سطوت لأوهنن عظمي
21- الحرص التام على تذكر الأقارب في المناسبات والولائم : ومن الطرق المجدية في ذلك أن يسجل الإنسان أسماء أقاربه ، وأرقام هواتفهم في ورقة ، ثم يحفظها عنده ، وإذا أراد دعوتهم فتح الورقة حتى يستحضرهم جميعا ، ويتصل بهم إما بالذهاب إليهم ، أو عبر الهاتف أو غير ذلك . ثم إن نسي واحدا منهم فليذهب إليه ، وليعتذر منه ، وليسع في رضاه ما استطاع إلى ذلك سبيلا .

22- الحرص على إصلاح ذات البين : فمما ينبغي على الأقارب- وعلى الأخص من وهبهم الله محبة في النفوس - أن يبادروا إلى إصلاح ذات البين إذا فسدت ، وألا يتوانوا في ذلك ؛ لأنها إذا لم تصلح ويبادر في رأب صدعها فإن شرها سيستطير ، وبلاءها سيكتوي بناره الجميع .

23- تعجيل قسمة الميراث : حتى يأخذ كل واحد نصيبه ، ولئلا تكثر الخصومات والمطالبات ، ولأجل أن تكون العلاقة بين الأقارب خالصة صافية من المكدرات .

24- الحرص على الوئام والاتفاق حال الشراكة : فإذا اشترك الأقارب في شراكة ما فليحرصوا كلى الحرص على الوئام التام ، والاتفاق في كل الأمور ، وأن تسود بينهم روح الإيثار والمودة ، والشورى والرحمة ، والصدق والأمانة ، وأن يحب كل واحد منهم لأخيه ما يحبه لنفسه ، وأن يعرف كل طرف ماله وما عليه .

كما يحسن بهم أن يناقشوا المشكلات بمنتهى الوضوح والصراحة ، وأن يحرصوا على التفاني ، والإخلاص في العمل ، وأن يتغاضى كل منهم عن صاحبه ، ويجمل بهم- أيضا أن يكتبوا ما يتفقون عليه .

فإذا ساروا على تلك الطريقة حلت فيهم الرحمة ، وسادت بينهم المودة ، ونزلت عليهم بركات الشركة .

25- الاجتماعات الدورية : سواء كانت شهرية أو سنوية أو غير ذلك ، فهذه الاجتماعات فيها خير كثير ؛ ففيها التعارف ، والتواصل ، والتواصي ، وغير ذلك خصوصا إذا كان يديرها أولو العلم ، والحصافة .

26- صندوق القرابة : الذي تجمع فيه تبرعات الأقارب واشتراكاتهم ، ويشرف عليه بعض الأفراد ، فإذا ما احتاج أحد من الأسرة مالا لزواج ، أو نازلة ، أو غير ذلك بادروا إلى دراسة حاله ، وساعدوه ورفدوه ؛ فهذا مما يولد المحبة ، وينمي المودة .

27- دليل الأقارب : فيحسن بالأقارب أن يقوم بعضهم بوضع دليل خاص ، يحتوي على أرقام هواتف القرابة ثم يطبع ويوزع على جميع الأقارب ، فهذا الصنيع يعين على الصلة ، ويذكر المرء بأقاربه إذا أراد السلام عليهم ، أو دعوتهم للمناسبات والولائم .

28- الحذر من إحراج الأقارب : وذلك بالبعد عن كل سبب يوصل إلى ذلك ، فيبتعد الإنسان عن الإثقال عليهم ، وينأى عن تحميلهم ما لا يطيقون ، ومما يدخل في هذا أن يراعي القرابة أحوال الوجهاء ، وذوي اليسار في الأسرة فلا يكلفوهم ما يوقعهم في الحرج ، ولا يلوموهم إذا قصروا في بعض الأمور مما لا طاقة لهم بها ؛ فبعض الأسر تكلف وجهاءها وأكابرها ما لا يطيقون ، ولا تعذرهم عند أي تقصير .

29- الشورى بين الأقارب : فيحسن بالأقارب أن يكون لهم مجلس شورى ، أو أن يكون لهم رؤوس يرجعون إليهم في الملفات وما ينوب الأسرة من النوازل ؛ حتى يخرجوا برأي موحد ، أو مناسب يرضي الله ، ويوافق الحكمة والصواب . ويحسن بأولئك الرؤوس أن يكونوا من ذوي الرأي والسداد ، والحلم ، والبصيرة ، وبعد النظر .

30- وأخيرا : يراعى في ذلك كله أن تكون الصلة قربة الله : خالصة لوجهه وحده لا شريك له ، وأن تكون تعاونا على البر والتقوى ، لا يقصد بها حمية الجاهلية ولا عيبتها .

هذا ما تيسر جمعه وتقييده في هذا الباب ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، وصلي الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .





  رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة





جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 05:53 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
موقع في آي بي للبيع والشراء

للبيع والشراء