05-02-08, 09:28 AM
|
#1 |
|
( متسوق رسمي )
|
الإسراء والمعراج كان موت خديجة رضي الله عنها وأبي طالب فاجعة مؤلمة لثارت حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولذلكم أكرمه الله ليخرجه من ذلك الحزن ويزيل عنه الشجن الذي كان يسيطر عليه. وأسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عرج به إلى سدرة المنتهى في وقت قصير في الليلة على أرجح الأقوال. كانت السيدة خديجة رضي الله عنها تخفف عنه ما يلاقي من كنت قريش ووقوفهم ضده, فكانت نعم الزوجة التي تساند زوجها في السراء والضىء، وكثيرا ما واسته بمالها ونفسها حيث فرضت عليه قريش الحصار، فلا يتعامل معه أخذ في بيع أو شراء أو أية معاملات مهما يكن نوعها. وصبرت معه على هذه المقاطعة وتحملت في إصرار الآلام، وكل ما كان يلاقيه هو ومن اسلم من شدة محتسبين ذلك عند الله. ولم تكن فريش أن تشن هجمات على رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن عمه أبا طالب كان له نفوذ كبير ولا تريد أن تناصب أبا طالب العداء خوفا منه ومن بني هاشم. ولكم الموت يداهم أبا طالب في نفس العم الذي توقيت فيه السيدة خديجة رضي الله عنها، فاشتد حزن الرسول خلى الله عليه وسلم عليهما وسمي ذلك العام بعام الحزن. ورأى أن ذهابه إلى الطائف ربما يخفف عنه ما يلاقي من بلاء وشدة ولكن العكس هو الذي يحدث... فقد سلط عليه أهل الطائف صبيانهم وأراذلهم لكي يحصبوه بالحجارة حتى سال دمه. ورب ضارة نافعة، فقد وقف بنو هاشم إلى جانبه يمنعوه ويمنعون عنه المعتدين... ولكن بقي حزينا يتمنى لو أن الله يهدي هؤلاء القوم. وفوجئ النبي صلى الله عليه وسلم بدعوة قريش له بأن يجتمعوا معه... وخرج بهذه الدعوة. واعتقد أن الله قد هداهم وأزال عن عيونهم غشاوة الجهل، وأنار بصيرتهم. ولكنه سرعان ما أكتشف حقيقة ما يدبرون من مؤامرات، قالوا له: إن كنت جئت بهذا تطلب به مالاً، جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالاً !! وأن كنت تطلب به الشرف فينا، فنحن نسودك علينا!! وإن كان بك مس من الجن بذلنا لك أموالنا في طلب الطب حتى نبرئك منه أو نعذرك فيل!!. فرد عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم: ما بي تقولون ، ما جئت بما جئتم به أطلب أموالكم ولا الشرف فيكم ولا الملك عليكم، ولكن الله بعثني إليكم رسولاً ، وانزل علي كتابا ، وامرني أن أكون لكم بشيراً ونذيراً ... فبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم، فأن تقبلوا مني ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا و الآخرة، وإن تردوه على أصبر على أمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم. قالوا: إذن فاسقط السماء علينا كسفا. فقام عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي اليوم التالي جلس أبو جهل ينتظر أن يحقر النبي صلى الله عليه وسلم. وعندما أبتدأ النبي يصلي جعل حجراً كبيرا ،و لكنه ما أن دنا منه حتى وقع الحجر منه،ولم بعد قادر علىحمله مرة أخرى ، فرجع منهزما ممتقعا لونه. تنكرت للرسول صلى الله عليه وسلم قريش في قلة , وبنو ثقيف في الطائف، كما أنه كان لا يزال يعاني من الضيق نتيجة وفاة السيدة خديجة وعنه أبي طالب فبدت طلائع الفجر لذا استمع إليه نفر من الجن وهو يتلو القرآن الكريم، فذهبوا إلى قومهم قائلين : إنا سمعنا كتاباً أنزل من بعد موسى مصدقاً لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى الطريق مستقيم". كان ذلك بداية الفرج ، ثم أكرمه الله تعالى بمعجزتين هما الإسراء والمعراج. وليلة أسرى به صلى الله عليه وسلم من مسجد الكعبة جاءه ثالثة نفر فاحتكموه ووضعوه عند بئر زمزم، فتولاه جبريل فشق ما بين نحره لبته وهي موضع القلادة من الصور ، حتى فرغ من صدره وجوفه فغسله بماء زمزم بيده حتى انقر جوفه، ثم أتى بطشت ذهب محشوا إيمانا وحكمة فحشا به صدره ولغاديده، أي عروق خلقه، ثم أطبقه. وأتاه جبريل بداية فوق الحمار ودون البغل ، حمله جبريل عليها ينتهي طرفها ، فلما بلغ بيت القدس، وبلغ المكان الذي يقال له "باب محمد" أتى إلى الحجر الذي لشمه، فغمره جبريل بإصبعه فنقبه ثم ربطها ، ثم صعد فلما استويا في صرخة المكان المسجد (أي ساحة أو صحنه) قال جبريل: يا محمد هل سألت ربك أن يريك الحور العين قال : نعم . فقال : فانطلق إلى أولئك النسوة فسلم عليهن، وهن جلوس عن يسار الصخرة، قال: فأتيتهن فسلمت عليهن فرددن السلام ، فقلت من أنتم، فقلن:" نحن خيرات حسان، نساء قوم أبرار، نقوا فلم يمرنوا ، وأقاموا فلم يظعنوا، وخلدوا فلم يتوبوا". ثم انصرفت فلم ألبث إلا يسيرا حتى اجتمع ناس كثير ، ثم أذن مؤذن وأقيمت الصلاة ، فقمنا صفوفا ننتظر من يؤمنا، فأخذ جبريل عليه السلام بيد الرسول صلى الله عليه وسلم فقد مني، فصليت بهم، فلما ، فلما انصرفت( يقول الرسول) قال جبريل : صلى خلفك كل نبي بعثه الله. ثم قال رسول الله خلى الله عليه وسلم: أخذ جبريل عليه السلام بيدي، فصعد بي إلى السماء فلما انتهينا إلى الباب استفتح ( أي طلب أن يفتح الباب له) فقالوا:من أنت ؟قال: أنا جبريا: يا محمد، إلا تسلم على أبيك أدم؟ قال: مرحتا يا بني و النبي الصالح. و يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ثم عرج بي إلى السماء الثانية فقيل له كما قيل له كما قيل في السماء الأولى، فإذا فيها عيسى وابن خالته يحيى (عليهما السلام). ثم عرج بي إلى السماء الثالثة فقيل له كما فيل في السماء الأولى والثانية فإذا فيها يوسف عليه السلام، ثم عرج بي إلى السماء الرابعة، فقيل له مثل ما قيل فيه السماوات الثلاث السابقة، فإذا فيها إدريس عليه السلام، ثم عرج إلى السماء الخامسة ، قيل له أيضاً كما قيل سابقاً ، فإذا فيها هارون، ثم عرج إلى السماء السادسة، وحدث له كما سابقاُ فإذا فيها موسى ( عليه السلام) ثم عرج إلى السماء السابعة، وحتى انتهى إلا نهر عليه جاء الياقوت ( إناء أو آنية من الياقوت الصافي، واللؤلؤ والزبرجد وعليه طير خضراء، فسألت جبريل عن الطير الناعم فقال: يا محمد أن أكله أنعم منه. ثم قال لي جبريل: أتدري يا محمد أي نهر هذا؟ فقلت:لا. قال: هذا نهر الكوثر الذي أعطاك الله إياه، فإذا فيه آنية الذهب والفضة تجري على رفراض من الياقوت والزمرد، ماؤه أشد بياضاً من اللبن. و اخذت من آنيته فاغترفت من ذلك الماء فشربت، فإذا هو أحلى من العسل، وأجمل رائحة من المسك، ثم انطلق بي حتى انتهى إلى شجرة المنتهى، فغشيتني سحابة فيها من كل لون، فرفعني جبريل وخررت له ساجداً لله عز وجل، فقيل لي لقد فرضت عليك و عل أمتك خمسون صلاة في اليوم والليلة منذ خلقت السموات والأرض. فقم بها أنت وأمتك، ثم انجلت السحابة عني وأخذ جبريل بيدي فانصرفت سريعا، فأتيت على إبراهيم فلم يقل لي شيئاً... ثم أتيت على موسى فقال:ما صنعت يا محمد؟ فقلت: فرض ربي علي وعلى أمتي خمسون صلاة. قال موسى: لن تستطيعها أنت ولا أمتك، فأرجع ألى ربك واسأله أن يخفف عنك... فرجعت سريعا حتى انتهيت إلى الشجرة، فغشيتني السحابة ورفعني جبريل وخررت ساجداً وقلت: رب أنك فرضت علي وعلى أمتي خمسون صلاة في اليوم والليلة، وإني لا أستطيعها لا أنا ولا أمتي فخفف عنا. فقال الله تعال: لعد وضعت عنكم عشراً. ثم انجلت عني السحابة وأخذ جبريل بيدي وانصرفت حتى وصلت إلى موسى فقال لي: ما صنعت يا محمد؟ فقلت : وضع عني عشرة… فقال: موسى: لن تستطيعها أنت ولا أمتك, فأرجع إلى ربك فأسأله أن يخفف عنك.. فعاد محمد صلى الله عليه وسلم، وطلب أن يخفف عنه فجع الله يخفف عدد الصلوات إلى أن أصبحت خمساً، ولكنها تعادل في أجر خمسين. ثم انحدر بي جبريل فسألته: لماذا ابتسم الجميع إلا واحد؟ فأجاب جبريل أنه مالك خازن جهنم. و بينما النبي صلى الله عليه وسلم في طريقه عائد إلى مكة مرت بعير لقريش تحمل طعامها، منها جمل عليه غرارتان ( أي كيسان أو قربتان) غرارة سوداء وغرارة بيضاء، فلما حاذي بالعير تفرت منه واستمرت وصرع ذلك البعير فانكسر… ثم أن رسول صلى الله عليه وسلم مضى فأخبر كما كان فلما سمع المشركون قوله أتو أبابكر فقالوا: يا أبا بكر، هل لك في صحابك يخبر أنه أبى في ليلته هذه المسيرة شهر ثم رجع في ليلته!! فقال أبوبكر:أن كان قاله فقد صدق، وأنا لنصدقه فيما هو أبعد من هذا… نصدقه على خبر السماء. وسأل المشركون الرسول صلى الله عليه وسلم: ما علاقة ما تقول: قال: مررت بعير قريش وهي في مكان كذا وكذا، ونفرت الإبل واستدارت، وفيها بعير عليه غراتان، غرارة سوداء وغرارة بيضاء فصرع وانكسر، فلما قدمت العير سألوها فاخبرهم الخبر على مثل ما حدثهم عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومنذ ذلك الوقت سمي أبو بكر بالصديق. المغزى الحقيقي للإسراء: لم يكن الإسراء مجرد حادثة من الخوارق أجراها الله عز وجل لنبيه لتكون دليلا على صدقة فيما ادعاه من النبوة، فإن صدقة صلى الله إليه وسلم ذاع قومه حتى لا يحتاج إلى دليل. وإنما كان للإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم مع المعنين السابقين معان دقت على أفهام كثير من الناس فلم يدركوها، وخفيت على أذهانهم فمروا بها دون أن تلفت أنظارهم أو تهز قلوبهم. ومع كون الإسراء مظهر من مظاهر تشريف رسول الله بالمثول في الحضرة العلية. وإبراز لمكانته الرفيعة بين الأنبياء والملائكة، وتحقيقا لكل معاني الإجلال والتكريم التي أصدرها أهل الطائف و لم براعوا لها حرمة عندما أساءوا استقبالها، وأفحشوا في معاملته، مع كل هذا فإن الإسراء يشمل على ما يأتي: (1) إثبات القدرة الإلهية: كان الإسراء تحقيقا عمليا لإثبات قدرة الله- عز وجل- و أنه لا يستعصي على قدرته- جل شأنه – شيء فهذه الأرض تطوي وهؤلاء المرسلون يبعثون، ويجتمعون من بلادهم النائية في بيت القدس ليستقبلوا أكرم الخلق على الله وهذا السموات تتفتح أبوابها، وتتهيأ ملائكتها. وإن الأنبياء بعد أن انتهت مهمتهم في بيت القدس ليصعدون كل في السماء التي سيستقبل فيها نبي الله قيل أن يصعد هو إليها، وهذه نماذج وأمثلة للخير والشر، يراها صلى الله عليه وسلم في صورها المجسمة، يرى فيها آيات الله الكبرى. إننا لو أرادتنا نسجل هذا بعد حدوثه لأستغرق منا أياما طوال، فكيف حدث في واقع الأمر؟ وكيف ثم في جزء من ليلة؟؟؟ أنها قدرة الله التي لا يقف دونها حدود، ولا تعطل سيرها سدود، إنه الأمر الإلهي المتمثل في حرفين فقط (كن). وهل يستطيع شيء إلى يكون أن قال له الرحمن كن؟ : إنما قولنا شيء إذا أردتناه أن تقول له: كن فيكون). (2) عموم الرسالة لجميع الأمم: وصل الرسول إلى بيت المقدس، وكان في استقباله هناك كما قدمت الأنبياء- صلوات الله وسلامه عليهم. ولم يكن هذا الاستقبال لمجرد الاحتفاء به. إنما كان للإقرار بنوته, تفوقه عليهم في المكانة وعلو القدر. ولم يكن كل رسول يمثل نفسه في هذا اللقاء العالي الجليل وإنما كان يعتبر ممثلا لأمته والمؤمنين به، وعلى هذا تكون أمته ملزمة بما يلتزم به، ويكون إقراره بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ملزما لأمته موجبا عليها أن تقر برسالة ذلك الرسول العظيم، وإلا فإنها تكون مخالفة لنبيها، كافر برسالته. وما كان تقديمه صلى الله عليه وسلم ليصلي بهم إلا وما كان تقديمه صلى الله عليه وسلم ليصلي بهم إلى توضيحا لمعنى عموم رسالته واعترافا منهم بحقه في التقدم عليهم، ودعوة صريحا لأممهم بضاعته ولأئتمام به. إن صلاته إلى بيت المقدس ثم تحوله إلى الكعبة في مكة ليوحي بأنه هو النبي الذي يجب أن يدين له أهل القبلتين، ويؤمن برسالته كل العالمين، حيث لم تكن دعوته دعوة محلية ولا رسالة إقليمية، وإلا لما احتاج إلى هذا السياحة التي جمعت له أطراف الأرض. (3) الأرض كلها دولة الإسلام: وفي الإسراء إشارة واضحة إلى أن الدولة الإسلامية ليس لها حدود تنتهي عندها، ولا معالم يجب إلا تتخطاها. وإنما يجب أن تكون الأرض كلها دولة الإسلام. فرسول الله صلى الله عليه وسلم ولد في مكة ويسري به إلى بيت المقدس، وهاجر إلى المدينة ، وهاجر أصحابه إلى الحبشة بأمر منها لدليل بذلك على أن الأرض لله يورثها عباده المؤمنين. وإن ذهاب الرسول إلى بيت القدس، واحتفاء الأنبياء به هناك رغم أنه واقع في نطاق الإمبراطورية الرومانية لبشير بأيلولة هذا الدولة وضحها إلى رقعة الدول الإسلامية تحقيقا لوعده- سبحانه- (يظهر على الدين كله). ولم تمضي أعوام حتى كانت المقدس ف يعهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب- رضي الله عنه. |
|
|
06-02-08, 01:30 AM
|
#2 |
|
مراقب منتديات في آي بي العامة
|
مشكور على المعلومات |
|
|
|
06-02-08, 06:57 AM
|
#3 |
|
كبار الشخصيات
|
جزاك الله خير ... في انتظار جديدك ... |
|
|
|
19-02-08, 03:50 AM
|
#4 |
|
( متسوق رسمي )
|
جزاك الله خير ... بارك الله فيك |
|
|
|
09-04-08, 01:22 PM
|
#5 |
|
( تاجر )
|
الله يعطيك العافية |
|
|
 |
| العلامات المرجعية |
| يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
العرض العادي
