هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل في في آي بي للبيع والشراء : بيع , شراء , سيارات , ارقام مميزه , لوحات مميزه , رقم مميز , جوال . للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

قديم 15-12-07, 02:49 PM   #1
الزعيم سام6

مراقب منتديات في آي بي العامة

 

عَطنْ

--------------------------------------------------------------------------------

..

عَطن
-قصة-
___________

.


كانَ صباح مفطُوم الدّفء ذلكَ الذي استَيقظتُ فِيهِ لأجدَ فَمِي مَأكُولاً كنَميمةٍ تَراكمَت عَليها الأرضَة فصَارتْ مِثل منسأةٍ حلّ عليهَا غضبُ الفُضولْ .

عَادةً لا أتداوى عِندما أصابُ بهَذا النّوع مِنَ الأمْراض , زَوجَتي هَجرَتني فَزعاً قبلَ عَاميْن حينَ دخلَت عليّ مرّة و أنا أصفّفُ لحُومَ نفرٍ مِن ضَحايا الخريف , كانَ آخرَ خريفٍ انتظرهُ عِند دوّار العطَنْ, و مُذ رحِلَت زوجَتي جفّت بـِرْكة القئ التي كانَت تجري في حديقتنا العاريَة , أقولُ هذا صَادقاً : كُنتُ أقدّر ذلكَ الرّيّ النّجِس الذي وحدهُ كان يَسقِي أرضَ الحديقة .. يكفي أن صَبْرهُ كانَ أقوى مِن صبرِ الماءِ النّظيف , تَعرفونَ أنّ الأشياء الشّفافَة تتّسِخُ بسًرعَة , بينما الأشيَاءَ المًتسِخة مِن نفسها سَتفِيدني و زًمَلائي خرّيجي مَدرسَة كاليغولا , لن أشرحَ لأحَد مَن يَكُونُ أستاذيَ العظيم كاليغولا ,ابحثوا عن سيرتهِ لوحدِكُم شرطَ أن تُحبُوه !, يا قوم أفسِحُوا طريقاً لبَطشِ الحياة في عُقولكمُ الغرّة , كُفوا عن تطعِيم رُؤوسِكم بأحلام اليُوتوبيا.. أنتُم تؤمنُونَ بالمَوت , لكنّكُم تصرّونَ على أنّ أفلاطونَ ما زالَ حيّاً يطلبُ وفاءكُم لرسَالتهِ المَاجِدَة , كُونوا مثلي و زوجتي ..
مثلاً : تصرُّ زوجَتِي أن تسمّي حديقتي مُسْتنقعاً , لكنّها كَعادتها الفيزيائيّة ..تتناولُ الظاهر و أحياناً - المُتظاهرِ- أمَامها و تقلّبهُ بحثاً عن علامة تعمّقُ آرائها.. سَريعةُ الإخصاب هِي ظنونَها التي تلقيها في وَجْهي على هيئةِ آراء , سَريعاً تتحَوّلُ إلَى قناعَات , أسخرُ منها حينَ أقولُ لها :

- ليتَ رأسكِ يحلّ مكانَ رحِمك ! . ولا تبالي رغم أنها في الحَقيقة ترًدّ بنبرةٍ جديّة :
- معكَ حق , لكنتُ حرّضتً مثانتي و تبوّلتُ على أرضِ مُستنقعاتكَ أفكاراً خصبة لأحوّلها إلى حَدائقَ فعلية ! .

تنتَهي حِوارتنا دَوماً بإطلاقِ حُكمٍ سَريع تَرفَعُ الجَلسَة بعدهُ دُونَ أيّ مَسافةٍ حتى لزجّ حَوقلةٍ بَريئة ! , لنْ أخفي أنّ حَجمَ المفاجأة كانَ قوياً عليّ يومَ شاهدَتني أشذّبُ لحومَ الأضاحي لسَيّدي المُدير كما أشذّبُ حَشائشي المُخدّرة في الحقلِ الخرِبْ ,
لكنّ ضحكةً قوية انطلقَت بها حُنجرَتي في الوقتِ عينه و لمْ تصل إلى حُدودِ شفتيّ أبداً , منظر زوجتي و هيَ مذهُولة مثيرٌ لشهوة التشفّي المستعرة في قلبي مُذ أنجَبتني أمّي الحقُود ! , مرةً سألتني زوجتي في بدَاية زواجنا :

- أنا وُلدتُ فِي الأمس و لَمْ أذكّرْكَ لأنّني لمْ أحفظ مزاجكَ بعد , أنتَ متى وُلدْت ؟
- يومَ تزَوجْتكِ حَبيبَتي ! . هكذا بتأفف لمْ يظهر عَلى مَلامِحي أجبت .
- سأكفّ عنِ تقديم المحبّة لأمّكَ إذن , يَبْدُو أنّ رَحمَها تَعيس الحظّ خِلاف مَا كُنتُ أحسِبْ .

و أرْدَفَت لَمْزتها بغَمزة ! .

زوجتي بطبيعَتِها صاحبَةُ حِدْسٍ قويّ , نادراً ما يُخطئ و لا أعرف إن كانَ مِن حُسنِ الحظّ أم قرفهِ أن تكونَ إحدى المرّات النادِرة التي لم يَصْدِق حدسها فيها هِي المرّة التي خصَّت انطباعها عنِّي .
أن تكون على علمٍ قوي بأنّ الشخص الذي يُشاركك الدم و الوقت و المنزل سيءٌ و معتوه , لا يعنِ أنّكَ قد عرفتهُ بالكمال و التمام ! .
قدْ نعرف الكثيرَ مِن الأشياء عن شُركاءنا , لكنّ المُستتر مِنهُم خلفَ الغيبِ عنّا يظلّ باقياً في قبْوهِ لشُعورهِ بالعار , إنّهُ حينَ يَظهر أو يَنكَشِف .. لا يكُونُ هذا بإرادَتِه , بلْ هيَ مَشيئة القدَر و مُباغتةَ الوقت و لؤم النّور مع عبْدهِ الظّلام .

بعد انفصال زوجتي عني عرفتُ أنا أيضاً أشياءَ مهمّة كانَتْ مختبئة خوفاً مِنها , مثلاً عرفتُ أنّ الملَل مِن الصّدق الكاذب كانَ القاسم المشترك الوحيد بيني و بينها لكلّ ما هوَ مُجامِلٌ بنزق , و الأهمّ لكلّ ما هوَ مُمْتعٌ بصمْت .
شيء آخر كنتُ أرددهُ عن معرفةٍ وثيقة بنتائجِ الفتور بيني و بين زوجتي و هو أنّها طوال علاقتنا قدّمَت لي فائدةً مجانية بادّعاءِ عدم الاكتراث بي .. كزوج .. كشريك بيتٍ واحد , و حتى كإنسان ..
وقعتُ مرّة عَلى عبارة حِبرُهَا طازج فِي دَفتر مُذكّراتها .. الصّفحة ما قبلَ الأخِيرة تحْدِيداً , العِبَارةُ تقول , أو عَفواً .. زوْجَتي كانَتْ تقولُ فِي العِبارة ! :

" الإنسانُ أحياناً حيوان , مثل هذا الخنزير المتكوّم كقرنبيطةٍ مُدوّدة في ركنَ البَيْت " .

بعد عاميْن مِن كلّ شيءٍ يتعلّق بطيّبةِ الذّكر , أحيطكُم اصدقائي أنّ بِركَة السائلٍ الكريه قد جفّت و ردَمَها طين الحديقة المغسول بالمطَر الذي داهمَ الأرض قوياً قبل أيامٍ فقط . و لأول مرة خلال السّنَتَيْن.
كمَا أنّ نميمَةً تكاثرَت في رأسي كهوايةُ السيّد " ق " , هذا السيّد لا يكفّ أبداً عن تهجيرِ سلالاتهِ القمليّة مِن رؤوسِ المَوتَى الذينَ سكَنَت أجسادهم خارج سياقِ الحياة , بينما أرواحهم لا زالتْ تُكابدُ نفسَيْنٍ مِن حشيشٍ صافِ يُنسيهم ما تبرّأَ مِنهُم فضولاً في الاجتماعِ بناكرٍ و نكير ! .

مهنتي في وزارة شحن النفوس و قطع الرؤوس انتهت , أو لأكُن صادقاً أكثر و أقول أنّني طردْتُ مِنها , و السبب هوَ مضاعفات النميمة التي أصابتني بوابلٍ من نومٍ يهرشُ حواسّيَ الخمس كلّما تذكّرتُ طليقتي و حيويّة الغثيان الذي كان يملأ حياتنا و نكابر عليه .

يقول صديقي الضفدَع أنّ هذهِ توبَة , أو بمصطلحٍ مبلل يرطّب كلامنا : هذا اغتسال .
و أسديهِ جَواباً على هَيئةِ شالٍ يلفّ عنقَ طفلٍ برئ متحمّسٌ لذوبانِ الثّلج بَعدَ نهايةِ فصل البَرد :
- الآن .. تبدُو لي الحَيَاةُ مألوفةٌ أكثر .. لكنّها كانَت مَألوفة قبلَ هذا أيضاً , إلاّ أنّ رأسي لم يُشفَ مِن الأفكارِ السّامة كقملٍ أحْمَرْ سوى الآن .
دقيقة صمت بيني .. أنا الخنزير الذي استحمّ قريباً , و بين صديقيَ النّقناق .. و أُكمِل :
- أينَنِي مِن صوت الطّبيعَة في الثلاثين التي راحَت ؟ .
- الضّفدع : غير مُهمّ , المهمُّ أنّ فمَكَ عادَ إلى شكلِ الطّبيعَة فيه .





  رد مع اقتباس
قديم 21-12-07, 04:32 AM   #2
للتميز عنوان

( تاجر )
افتراضي

 

الله يعطيك الف عافية





  رد مع اقتباس
قديم 21-12-07, 10:29 PM   #3
عزوز

كبار الشخصيات
افتراضي

 

تسلم أخوي مشاكس ...





  رد مع اقتباس
قديم 23-12-07, 11:55 AM   #4
فتى الرياض

من كبار الشخصيات
افتراضي

 

يعطيك ربي الف عافيه

مشاكس

بانتظار جديدك





  رد مع اقتباس
قديم 08-01-08, 09:58 PM   #5
الزعيم سام6

مراقب منتديات في آي بي العامة
افتراضي

 

مشكورين على الموررر





  رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة





جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 06:29 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
موقع في آي بي للبيع والشراء

للبيع والشراء